معلومات عن حدود فلسطين
موقع القدس
تقع القدس في الجزء التابع للجنوب التابع للغرب من قارة اسيا ، وبهذا تربط بين قارتي اسيا وافريقيا، كما تربط بين البحرين المعتدل والاحمر، وبين المحيطين الاطلسي والهندي،[١] وتحيط بفلسطين الصحارى من الجهتين الشرقية والجنوبية الغربية، اما موقعها الفلكي فهو بين خطي طول 34 درجة و15 دقيقة و35 درجة و40 دقيقة نحو الشرق، وبين دايرتي عرض 29 درجة و30 دقيقة و33 درجة و15 دقيقة نحو الشمال.[٢]
تربط القدس بين حضارتي المشرق والمغرب، وتنبع اهمية موقعها ومعابرها من ربطها بين البحرين الاحمر والابيض المتوسط، فقد قد كانت القدس قديما جسرا يتجاوز عبره الناس وخاصة الجماعات المهاجرة، والجيوش، والقوافل التجارية، وهي من الاساليب الهامة التي يتجاوز بها المسافرون باستعمال كافة اساليب المواصلات؛ سواء قد كانت برية، ام بحرية، ام جوية، وتعتبر القدس بلدا بريا وبحريا في ان واحد؛ حيث تجمع بين الحدود البرية والبحرية بنسبة 1:3 تقريبا؛ اي انها برية اكثر من كونها بحرية.[٢]
حدود فلسطين
الحدود الجغرافية
تتخذ القدس بحدودها شكلا مستطيلا؛ يطول طولها من الشمال الى الجنوب بحوالي 430كم، اما عرضها من الشرق الى الغرب فيزداد بالاتجاه عند الجنوب، ويتسع ليصل الى اكبر عرض لها وهو 117كم، في حين يصل في مساحة الوسط من 70-95كم، ويضيق بالاتجاه عند الشمال ليمتد على مسافة 50-70كم، كما يضيق بالاقتراب من مساحة العقبة ليصل الى 10كم فقط.[٢]
تصنف فلسطين من البلدان ذات الحدود الطويلة نسبة الى مساحتها، فيبلغ مجموع حدودها عند 984كم، وتقع غرب قارة اسيا، ويحدها من الشمال لبنان وسوريا، اما من الشمال التابع للشرق فتحدها جمهورية سوريا فقط، ويصل طول الحدود بينهما الى 70كم، اما طول الحدود بينها وبين لبنان فيبلغ 79كم، ويحدها من الغرب البحر الابيض المتوسط، ويبلغ طول الساحل الفلسطيني عليه 224كم، ويبلغ طول الحدود بين القدس والاردن 360كم، وتطل القدس على الجزء التابع للشمال من خليج العقبة، ويبلغ طول ساحلها عليه 10.5كم في اقصى الجنوب، ولها حواجز مع الاراضي المصرية، وتربط تحديدا راس طابة الواقع على خليج العقبة مع رفح، ويبلغ طول الحد 240كم.[٢]
الحدود السياسية
بعد ختام الحرب الدولية الاولى، وانهيار الجمهورية العثمانية، وتقسيم بلاد الشام بين الفرنسيين والانجليز، بات لفلسطين صفة سياسية دولية، وتم تقسيمها سياسيا تشييد على معاهدات واتفاقيات مختلفة، نتجت عن صراعات قوية تحاول كل جمهورية فيها لتحقيق مصالحها، ومن التقسميات السياسية ما ياتي:[٣]
- حدود القدس المنصوص عليها في اتفاقية سايكس بيكو: تنص اتفاقية سايكس بيكو على ان حواجز القدس تبدا من في جنوب راس الناقورة الواقعة على ساحل البحر الابيض المتوسط، ثم تطول الى الجنوب التابع للشرق لتترك مساحة منابع نهر الاردن وبحيرة الحولة، لتتبع النفوذ الفرنسي، وحدودها الساحل التابع للغرب لبحيرة طبرية، وتنتقل الى الضفة الغربية ونهر الاردن في الجنوب وصولا الى الساحل التابع للشمال التابع للغرب للبحر الميت، ثم تتوجه عند بير السبع في الوجهة التابع للجنوب الغربي؛ لتنتهي بين غزة ورفح على ساحل البحر الابيض المتوسط.
- حدود القدس المنصوص عليها في اتفاقية 23/شهر كانون الاول لعام 1920م: عقدت تلك الاتفاقية بين دولة فرنسا وانجلترا، ونصت على ان يكون الحد الفاصل بين نفوذ كل منهما واقعا على الشاطي التابع للجنوب لبحيرة طبرية، ليمتد وسطها ويتجه عند مصب وادي المسعودية، وبهذا تحوي الاراضي السورية على سلس النقيب وسهل البطيحة والسمرا، في حين تحوي الاراضي الفلسطينية على مصب نهر الاردن ومخرجه، بالاضافة الى الكثير من التفاصيل الدقيقة المرتبطة بالحدود التابعة لنفوذ كل من دولة فرنسا وانجلترا.
- حدود القدس المنصوص عليها في اتفاقية 3/شهر فبراير لعام 1922: وقعت تلك الاتفاقية بين كل من انجلترا وفرنسا، وقسمت الحدود الفلسطينية الى ثلاثة حدود، وهي الحد التابع للشمال الذي يبدا من راس الناقورة، ويمر عبر في شرق جمهورية سوريا وغرب لبنان ليتعمق جهة الشمال الشرقي، ثم يسير عند الجنوب الى الحمة، والحد التابع للشرق لفسلطين مع الاردن، الذي يبدا من نقطة تبعد 3.2كم غرب مدينة العقبة، ليمر في وادي عربة، ثم ينتقل الى البحر الميت ويصل الى وسطه، ثم يمشي عند نهر الاردن ومنه الى نهر اليرموك، واخيرا الحد التابع للجنوب التابع للغرب مع جمهورية مصر، والذي يبدا من رفح ليسير في الوجهة التابع للجنوب الشرقي، ويصل الى خليج العقبة.
وقد اخذت مقاييس معينة بعين الاعتبار خلال تقسيم القدس سياسيا، ومن تلك المعايير:[٣]
- الامور المرتبطة بالصهاينة ومخطط تهويد فلسطين، وخاصة ان انجلترا وحدها قسمت حواجز القدس مع الاردن؛ لتكفل تطبيق وعد بلفور.
- المراعاة بهجرة اليهود الى فلسطين، وتجميع اكثر من خمسة ملايين يهودي ليستوطنوا فيها.
- المراعاة بالاعتبارات العسكرية والاستراتيجية المخصصة بالدفاع عن قناة السويس ومصر من القوى الاوروبية وتركيا.
- التركيز على مكونات الاستثمار المغيرة التي تحوي على المياه العذبة، والثروات المعدنية، والاراضي الخصبة، وغيرها من المصادر، والموارد الطبيعية والاقتصادية.
- اهتمام اهتمامات بريطانيا وفرنسا الاستعمارية للمنطقة.
منطقة القدس
تبلغ منطقة جمهورية القدس التاريخية ما يقترب من 27.000 كم2؛ حيث تضم تلك المنطقة بحيرتي طبريا والحولة، ونصف منطقة البحر الميت، اما منطقة الضفة الغربية التي تشمتل على الجزء التابع لها من البحر الميت فتبلغ ما يقترب من 5.842كم2، اما منطقة قطاع غزة فهي 365كم2.
مناخ فلسطين
يختلف المناخ في فلسطين في الاجزاء الجنوبية عنه في الاجزاء الشمالية، ويرجع امر الاختلاف الى الموقع الفلكي المتعلق بخطوط الطول ودواير العرض، فتكون درجة الحرارة في المساحة الصحراوية القريبة من خليج العقبة في في جنوب القدس مرتفعة، فتصل الى 25 درجة ميوية، وهي بهذا اكثر ارتفاعا من درجة الحرارة في المساحة التابعة للشمال القريبة من لبنان التي تبلغ الى 17 درجة ميوية، فيتيمز المناخ بانه متوسط لتاثره بالبحر المتوسط، اما البقعة الاكثر جفافا في القدس فهي مساحة وادي سيارة القريبة من خليج العقبة، فيكون معدل الامطار فيها عند 15مم فقط، ويكون المناخ في الشمال شبه رطب، اما في الجنوب فهو صحراوي وجاف، وتزيد مقادير الامطار السنوية بالانتقال من الجنوب الى الشمال،[٢] وبشكل عام فان مناخ القدس يمتاز بكثرة الامطار شتاء، ويبدا موسمها في شهر تشرين الاول لينتهي في شهر نيسان، في حين ترتفع درجات الحرارة صيفا.[١]
عدد اهالي فلسطين
بلغ عدد اهالي القدس حسب تقديرات عام 2016م عند 4.81 مليون نسمة؛ منهم 2.45 مليون من الذكور، و2.36 مليون من الاناث، ووصل عدد اهالي الضفة الغربية الى ما يقترب من 2.93 مليون نسمة؛ منهم 1.49 من الذكور، و1.44 مليون من الاناث، اما قطاع غزة فعدد سكانه 1.88 مليون؛ منهم 956 الف من الذكور، و925 الف من الاناث، وقدرت نسبة السكان من الحضر 73.9%، اما الريف فقدرت نسبة سكانه 16.6%، في حين تم تقييم نسبة اهالي المخيمات بحوالي 9.5%، وهذا حسب تقديرات منتصف عام 2016.[٤]
نبذة عن القدس قديما
كانت تدعى القدس قديما ارض كنعان، وهو اقدم اسم سميت به حيث كان اول شعب سكنها واستقر فيها هم الكنعانيون، وفي اواخر القرن الثاني عشر واوايل القرن الحادي عشر قبل الميلاد اتت شعوب بحرية مرتقبة من غرب اسيا الصغرى، ومن بعض الجزر الايطالية لتهاجم سواحل لبنان وفلسطين وسوريا وبعض انحاء مصر، وبدات تستقر فيها، الا ان فرعون جمهورية مصر العربية رعمسيس الثالث نجح بصدها عن مصر، وسمح لهذه الشعوب بالاستقرار في جنوب فلسطين، وفي ذلك الحين جاء في النقوش القديمة لفظ بلست (بالانجليزية: PLST) وهو يرجع لتلك الشعوب والتي اطلقته على البلاد ليصبح اسما لها.[٥]
استقرت شعوب بلست في في جنوب القدس بداية، ثم انشات خمس مدن خاصة بها وهي غزة، وعسقلان، واشدود، وعقرون، وجت، ويقال: ان تلك المدن لم توسس من قبل شعوب بلست وانما من قبل الكنعانيين، الا ان شعوب بلست وسعوها ونظموها، ثم استولوا على سلس مرج ابن عامر وبقية الساحل الفلسطيني، واقاموا مدنا حديثة لهم وهي اللد وصقلية، كما ورد اسم بلست في اللغة العبرية بلفظ بلشت، فهو يتضمن على الحروف الاساسية لكلمة فلسطين، والتي اوضحت اول مرة في الزمان الماضي في وثيقة رسمية مصرية الاصل، تعود الى سنة 750 ق.م، وفي منتصف القرن الرابع للميلاد وتحديدا في العهد الروماني البيزنطي قسمت القدس الى القدس الاولى، وتضم المساحة الواقعة من في جنوب جبل الكرمل ومرج ابن عامر الى وسط البحر الميت مرورا بجنوب رفح، كما تشمل بيسان والطرف التابع للشمال التابع للشرق من البحر الميت قاطعا نهر الاردن، وتشمل القدس الثانية جبال الجليل ومرج ابن عامر وصولا الى مرتفعات في شرق بحيرة طبرية، وتضم القدس الثالثة مساحة في جنوب رفح والبحر الميت لتصل الى خليج العقبة وصحراء سيناء.[٥]
عندما دخل العرب المسلمون القدس وباقي اجزاء بلاد الشام قسموها اداريا، واستعملوا لفظ جند لكل وحدة ادارية، واصبحت القدس من اجناد بلاد الشام، وقسمت الى جندين هما: جند فلسطين، ويضم القدس الاولى وفلسطين الثالثة، وعاصمة ذلك الجند هي مدينة اللد، ثم اصبحت الرملة بعد ان اسسها سليمان بن عبد الملك، والجند الثاني هو الاردن وعاصمته هي مدينة طبرية، وفي ذلك الحين اشتمل على قسم من مرج ابن عامر وشمال الغور وسهل عكا، اما الجغرافيون من العرب فلم تكن الاجناد محط اهتمامهم، وانما انصب تركيزهم على المدن؛ حيث انها ترتبط باعمال العمران والشوون الادارية والخراج، وفي العهد العثماني قسذمت القدس الى انحاء عدة، الا ان ذلك التقسيم لم يبق كما هو وانما تجاوزه الحكام المتعاقبون على الحكم فيها، وفي القرن التاسع عشر اصبحت القدس جزاين، هما: متصرفية القدس، وتشتمل على النصف التابع للجنوب منها، اما الجزء الاخر فهو متصرفيتا نابلس وعكا، ويشتمل على النصف التابع للشمال من البلاد، وفي ذلك الحين قسمت القدس الجارية بعد الحرب الدولية الاولى، وطبق صك الانتداب وسياسات عصبة الامم، تبعا لمصالح الدول العظمى.[٥]